قصة تبحث عن تعليق: "(ضياع)"

"(ضياع)"

علاقة حب معقدة مع القلم.
الأنامل المرتعشة لا تهنأ بالقلم.
القلب المرتجف لا يبدع الكتابة.

في غرفة في أغوار الخوف غلَّقت بابها وجلست ترهف السمع، ترتجف، صرخات، وسباب وتهم متبادلة، كانت تطمئن نفسها بلا جدوى، المصيبة آتية لا محالة، خطوات سريعة غاضبة تقترب من بابها، شعرت بالحرارة المنبعثة من وجهها، وانتفض القلب، صوت باب يُدفع بقوة.. ما زال دوي الباب يرن في أذنيها المذعورتين. فجأة هدأ كل شيء.

أغمضت عينيها وضمت إليها قلبها الأخضر الصغير، كانت تتنفس بصعوبة، تحاملت على نفسها وحاولت الوقوف، تحركت بصعوبة نحو باب الغرفة، محمولة بالخوف والشغف فتحت الباب متوقعة أن يصدمها مشهد حطام المعركة، بهدوء حذر خرجت، شيء ما يهز ملابسها بقوة، شيء ما منبعث من داخلها يدق بعنف، تحسست قلبها وضغطته بقوة لتسكنه قبل أن ينفجر، كان كل شيء هادئا في مكانه، وما من أحد هناك.

بحثت عنهما، كان ’هو‘ يدخن سيجارة في الشرفة، أما ’هي‘ فلم يظهر لها أي أثر، بحثت في كل مكان، فكرت أن تعود إليه لتسأله، ولكنها خافت منه. حاولت أن تفتح الباب المغلق، دفعت ودفعت و.. هالها مشهد الرأس المتدلي من الفراش، صرخت، وهنا امتلأت الغرفة بخلق كثير...

اليوم تذكر كل تلك التفاصيل، تحاول أن تكتب، أن تستبقي الذكرى حية، تجاهد لتكتب، ولكن الأنامل المرتعشة لا تهنأ بالقلم، والقلب المرتجف لا يبدع الكتابة. كان كعادته في الشرفة يدخن سيجارة، وكل شيء هادئ في مكانه كما كان يوم الحادث، إلا أنها ’هي‘ لم تكن هناك.. عرفت أنه لا يمكن أن يكون كل شيء في مكانه، فقد دخل والدها في طور اكتئاب، ورقدت والدتها بعيدا بلا رجوع، وضاع كل مالهم قبل ذلك بكثير في صفقة بورصة خاسرة، ونزوة رجل طارئة، وعلاج نفسي ثقيل. والأسوأ من كل ذلك أن سمعتها الطيبة قد تحولت بفعل أولاد الحلال إلى سراب.

تسلم الايادى

لا تعليق تسلم أيدك ياسمسمه