لاني احبكم في الله حابب ان احكي لكم شي من واقع تجربتي الشخصيه علي عاقبه الصبر
وهذا رساله لكل من اطال به الامد
وارهقه السهر وصارت حياته في ملل
ليزيد ثقته بالله وان الله هو خير صاحب وخير رفيق وان لكل شي اجل ولكل اجل كتاب وان الصبر الطويل عاقبته اجمل وانه قد يكون اختبار من الله سبحانه وتعالي
لان الله لو احب عبدا ابتلاه ليكون الجزاء اعظم جزاء
اتممت دراستي الجامعيه في اليمن محصلا علي البكالريوس في العلوم لاقتصاديه تخصص تسويق ومبيعات
اكملت يوم الاربعاء وفي يوم السبت علي السفر الي الصين وكان يوم 28 سبتمبر من عام 2002
وصلت الصين وكلي امل وحيويه ونشاط ومرح كعادتي لانصدم بالواقع من ارض المطار
الحقيقه المره التي اذهلتني
ان( الا من رحم الله سبحانه وتعالي) اغلب التجار لا يمارسون تجارتهم في الصين الا تحت تاثير الخمره ليختموها بالزنا والعياذ بالله
في البدايه كان الامر شاقا علي ولكنه ازداد من سئ الي اسواء
حيث ان كل صديق كل ما اخابره بالهاتف لكي ياتي لنقضي الوقت سويا او نخرج سويا ( في بدايه سفري للصين كنت ادرس لغه صينيه )
الا انه يجب ان ياتي مع بنت صينيه صديقه او عشيقه والسبب الترجمه له عند الحاجه
حاولت اتاقلم وما قدرت الا ان بلغ فيني التعب مبلغه
صرت وحيدا ليلا ونهارا
اذهب لامكان التنزه بمفدري
وكل ما ابحث عن صديق او حتي صينيه لتعلمني اللغه وتعيننيني ولو بالنقود
ايام تمر وتقولها لي صراحه انها لا تريد صداقه بل تريد اكثر من مجرد صديق
فاظطر اتركها واعود مجددا الي حالتي ووحدتي
مرت سنه بديت ابكي ليل نهار
تنزل دموعي خاصه عندما اسمع اغاني يمنيه اعتدت سماعها في اليمن مع اهلي واصدقائي
شعرت بالوحده والغربه بارض الغربه
كل صديق صار يضغط علي بشده
وقالوا لي يا اخي حتي بيره اشرب
روح علي بالك , انت صغير ربي بيسامحك
يا اخي صدقني ما بتتكلم صيني الا بمعاشره صينيه واسئل اي شخص
وصارت الضغوطات تحاصرني من كل ناحيه
من العرب ومن الصينين
قررت افارق الكل واكتفي بالله وحده
ولكن الغربه والوحده تعطي للفرد انطباعات وقلق وتوتر وضنون
فقررت ان اتجه صوب القراءه والمعرفه
فداومت علي قراءه الصحف ليل نهار
فكنت ادرس صيني وعند ضجري اذهب الي محل انترنت واقراء الصحف
ساعدني هذا في البدايه ولكن مع مرور الوقت شعرت بالملل مجددا
فبحثت عن بديل فكانت الدردشه فكنت اقضي اوقاتا اطول في الدردشه في كل منتدي ودردشه عربيه غربيه صينيه يابانيه
فزاد هذا من قلقي وسهري وتعبي والارق
فلم اجد ما اشفي به غليلي
كنت احيانا ابكي واقول لماذا لماذا
هل يجب علي فعل الحرام لاعيش مرتاح البال
اري غيري يضحك ويتنعم بالحرام وانا في قلق وسهر
قالوا علي عليك بالزواج فعلها تؤنس وحدتك وغربتك وتكن عونا عليك
اتصلت بامي وقالت امي اخرج اليمن
خرجت اليمن
صارحتني امي ان جارتنا تتمني يوم المنا اتقدم اخطب بنتها وقد فاتحت امي بهذا الموضوع اكثر من مره حتي البنت كانوا يقولوا لها هو من نصيبك وانتي من نصيبه
فعندما قلت لامي خلاص موافق كانت ليله العيد والفرح وما ان اخبرناهم حتي طاروا من الفرح تمت الخطوبه وذهبت الي الصين وما ان وصلت الصين وقبل اسابيع من الزواج
علمت ان ابن عمها اتي برجال القبيله وحاصروا البيت وقالوا البنت اما لابن عمها او تموت ويقتلني
قلت لامي خلاص ما في نصيب
وعندها تقدمت امهات كثيرات يعرضين علي امي فقالت امي تعال
فعدت الي اليمن وكل ما اخطب بنت ( هذه حقيقه لكل من يعرفني ) اذ يصير شي اخرها بنت اغمي عليها وجائتها حاله عصبيه وبكت وقالت لا لا اريده لالالالالالا
عدت الي الصين فازدادت حالتي سؤا اكثر واكثر واكثر الي ان وصل فيني التعب ما وصل
اخيرا اتصلوا اهلي وقالوا وجدوا لي ما ابحث عنه طول عمري وكانت المواصفات
عمرها ثمانيه عشر عاما - في طولي وتزيد قليلا عن وزني
ماهره بالطبخ اصيله بالاخلاق تشبه اصاله
فاتفقنا علي الخطبه فقالوا يجب ان اراها قلت لا خلاص كلي ثقه بذوق امي
فطلبنا منهم تحديد موعد للخطوبه والعقد والمهر لاني اريد ان ارجع الصين وبعد عده اشهر اعود لاتزوجها واسافر الصين
وفي المساء وقبل العقد بليله - صدقوني هذه الحقيقه - قاعد امزح مع اختي شويه رن جرس الهاتف اذا البنت تريد ان تعيطيني بريدها لنتعرف اكثر
انتابنا القلق
ذهبت الي اختي الصغيره وطلبت منها بالامانه مواصفات البنت والنتيجه
البنت خريجه جامعه وموظفه من اكثر من خمس سنوات - تكبرني بالعمر عمرها يقارب الثلاثين
طويله وسمينه جدا لا تعرف شي عن الطبخ وليست في الادب المطلوب حسب تقاليد العائله او تقاليد الاسلام
جن جننوني ولاول مره ارفع صوتي فوق امي واخبط راسي بالجدار
وهذيك اليوم كنت مثل المجنون وقاعده امي تعطيني مبررات لكلامها
رجعت الي الصين وانا يائس تماما
فقدت هنا الامل والثقه بالله
بدت انسي الصلاه تدريجيا عن أتقى اللهل الي عن عمد ومع هذا لم اقرب الحرام ابدا
كانت لي زميله او صديقه مسيحيه امريكيه واخري يابانيه بوذيه
عندما فاتحتهم باني اريد الزواج من اجنبيه قالت لي الامريكيه
انت تؤمن بالله اذن ثق بالله قد يكون هناك شي وراء ما يمر بك - عليك الصبر وستنال ما يرضيك
قد لا يكون قدرك بهذا الشي ولعل الاتي اجمل
اعاد هذا الكلام في قلبي الامل وفي مره
قال لي احد الزائرين للصين ان الشيخ عبد المجيد عزيز الزنداني حفظه الله ورعاه معه شريط اسلامي
فسمعته وبكيت عندما سمعته
عن قصه رجل اصاب ابنه مرض السرطان منعه من الكلام وعند استشاره الاطباء قالوا له لا جدوي فيه وانه محتاج لمعجزه من الله سبحانه وتعالي
فقام يبكي وصلي ركعتين لله سبحانه وتعالي
وقال وهو ساجد والدموع بعينيه من قلبه لا بلسانه يا رب
يقسم الشيخ عبد المجيد ان قبل ان يتم الصلاه اذ بابنه يتكلم واذ بزوجته تجري تنادي عليه
احسست ان هذه المحاضره او القصه لي بكيت من قلبي
فقمت والساعه تقارب الفجر وكنت دوما انام حين تشرق الشمس ساعات قبل الذهاب للعمل الساعه العاشره صب أتقى الله
صليت لله ركعتين ودعيت الله ان يحفظ نفسي من الحرام ويوفقني ببنت الحلال من تصون عرضي وتهدا نفيستي
احسست وانا ساجد بالبكاء فكان قلبي يقول يا رب وليس لساني
وما هي الا ايام وتعرفت علي زوجتي هذه ومعها ازال الله الهم والغم من قلبي
فهدائت نفسي واطمئنت سريرتي
فحمدت الله علي نعمته
واذ من كانوا سعداء في نظري اذ بي اري سعادتهم زائفه زائله كاذبه
انقشع الغشاء من عيني ورائت حقيقه مرارتهم ويعلم الله ان كثيرا منهم يحسدونني علي راحه بالي وسلوة خاطري
فرسالتي الي من انتابه القلق والسهر يبحث عن الحب الوافي بالحلال
لا يغرك لو رائيت الحرام ينتصر فما هو الا نصر مؤقت والفرحه ستكون من نصيبك بالاخير والقناعه من الله
الي من انتابه القلق يبكي الدين والهم وضيق الرزق
لا يغرك لو غش التجار وكذبوا فان الله معك ورزقك مكتوب ولك الاجر والخير والقناعه من الله وان كان ما معك اقل من ما معهم
الا كل من انتابه المرض والالم فاصبر فان الله معوضك عن كل شي ولو رايت العاصين في نعمه وصحه فهي زائله
والله يبتليك ليعرف مدي ايمانك ومحبتك وثقتك به صدقني
اخي واختي في الله
عندما ينتابكم هذا الشي مثل ما حصل لي
وعندما تضيق عليكم الارض
وعندما تساوركم الظنون ويزيد عليكم الارق واالسهر
قم صلي لله ركعتين وادعي الله
ولا تخجل من الله
اسئل الله الرزق لو ابتغيت ملال
اسئل الله العافيه لو ابتلاك المرض
اسئل الله الستر بالحلال لو اردات الاستقرار
لا تخجل من الله فان الله يحب كثر السؤال ولا يمل حتي الملح فاسئل الله
وانا ادعوا من كل قلبي
ان يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه
ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه
والله الموفق